أهمية التوقيت في تقييم الخصوبة: متى يجب البدء بفحص تأخر الحمل؟
الخصوبة ليست عملية بسيطة، بل تعتمد على تفاعل معقد بين العوامل الهرمونية، الوراثية، التشريحية ونمط الحياة. أحد أهم الجوانب التي تشدد عليها المنظمات العالمية هو التوقيت الصحيح لبدء تقييم الخصوبة، لأن اتخاذ هذا القرار في الوقت المناسب قد يؤثر بشكل مباشر على فرص الحمل وعلى فعالية العلاج.
توصيات منظمة الصحة العالمية WHO والجمعية الأمريكية للطب التناسلي ASRM والجمعية الأوروبية ESHRE تؤكد جميعها أن العمر هو العامل الحاسم في تحديد وقت بدء الفحوصات.
في هذا المقال نشرح بالتفصيل متى يجب البدء بالفحص، ولماذا العمر يلعب دورًا مهمًا، ومن هي الفئات التي يجب عليها البدء فورًا دون انتظار.
🔹 تعريف العقم حسب WHO
تُعرّف منظمة الصحة العالمية العقم بأنه:
عدم حدوث حمل بعد 12 شهرًا من الجماع المنتظم دون استخدام وسائل منع الحمل.
لكن هذه القاعدة تختلف حسب عمر المرأة، والحالات الصحية الموجودة مسبقًا.
🔵 1. الأزواج تحت سن 35 عامًا
بالنسبة للمرأة التي يقل عمرها عن 35 عامًا، فإن القدرة على الإنجاب ما تزال ضمن المعدل الطبيعي.
توصيات WHO:
- الأشهر 0–6: المحاولة دون الحاجة لأي فحص.
- الأشهر 6–12: الفحص اختياري.
- بعد 12 شهرًا: الفحص ضروري.
لماذا هذا التوقيت طبيعي؟
لأن:
- جودة البويضات تكون ممتازة في هذا العمر.
- الاحتياطي المبيضي عادة مرتفع.
- جودة الحيوانات المنوية عند الرجال في هذا العمر تكون جيدة.
لكن الاستمرار لمدة تتجاوز سنة دون حمل يشير غالبًا إلى وجود مشكلة تستوجب التقييم.
🔵 2. المرأة فوق 35 عامًا: لماذا يجب البدء بالفحص بعد 6 أشهر فقط؟
توصيات WHO وASRM وESHRE واضحة:
يجب البدء بتقييم الخصوبة بعد 6 أشهر من المحاولة إذا كان عمر المرأة 35 عامًا أو أكثر.
التفسير البيولوجي:
بعد عمر 35:
- تنخفض جودة البويضات بشكل أسرع.
- تقل مؤشرات الاحتياطي المبيضي مثل AMH وAFC.
- تزداد احتمالية التشوهات الكروموسومية.
- تنخفض فرص الحمل الطبيعي مع مرور الوقت.
الانتظار لمدة سنة كاملة في هذا العمر قد يؤدي إلى خسارة وقت ثمين وفرص علاجية مهمة.
🔵 3. الفئات التي يجب أن تبدأ الفحص مباشرة
هناك حالات لا يُنصح فيها بالانتظار إطلاقًا:
- دورات شهرية غير منتظمة جدًا
- تاريخ جراحة في المبيض
- انخفاض شديد في AMH أو AFC
- حالات الانتباذ البطاني الرحمي متوسط أو شديد
- تاريخ التهابات حوض شديدة
- العلاج الكيميائي أو الإشعاعي سابقًا
- مشاكل معروفة في الحيوانات المنوية
- أمراض الغدة الدرقية غير المعالجة
- الإجهاض المتكرر
هذه الفئات عرضة لتراجع أسرع في الخصوبة.
🔵 4. لماذا التشخيص المبكر مهم؟
تشير الأبحاث إلى أن:
- التشخيص المبكر = نجاح علاجي أعلى
- التأخير = حاجة لطرق أكثر تعقيدًا مثل IVF
- التشخيص الصحيح يوفر المال ويقلل التوتر
- الفحص المبكر يسمح بوضع خطة علاج دقيقة
🔵 5. ماذا يشمل تقييم الخصوبة الأولي؟
أولاً: تقييم المرأة
- فحوصات هرمونية: AMH، FSH، LH، Prolactin، TSH
- سونار مهبلي لتقييم المخزون المبيضي
- تقييم التبويض
- فحص الرحم والأنابيب عند الحاجة
ثانيًا: تقييم الرجل
- تحليل السائل المنوي وفق معايير WHO
- تقييم الحركة، العدد، الشكل، والحيوية
نظرًا لأن 50% من حالات العقم مرتبطة بالرجل، فإن تجاهل فحص الرجل يُعد خطأً شائعًا.
🔵 6. الاعتقاد الخاطئ: بدء العلاج قبل التشخيص
الكثير من الأزواج يلجؤون مباشرة إلى الأدوية أو IUI أو IVF دون فحص شامل، بينما:
- 30% من الأسباب تكون هرمونية بسيطة
- 50% أسباب ذكورية قد لا تحتاج IVF
- 20% أسباب مشتركة تتطلب خطة دقيقة
التشخيص هو الأساس قبل أي علاج.
🔵 7. دور العمر في خطط الإنجاب طويلة المدى
العمر يؤثر على:
- الاستجابة للأدوية
- جودة البويضات
- نجاح عمليات IVF
- نسبة الإجهاض
- التشوهات الكروموسومية
لذلك تحديد وقت بدء الفحص يعتمد بشكل كبير على العمر.
⭐ الخلاصة
التوقيت عنصر حاسم في تقييم الخصوبة.
وفق WHO:
- أقل من 35 عامًا: الفحص بعد 6–12 شهرًا
- أكثر من 35 عامًا: الفحص بعد 6 أشهر
- الفئات عالية الخطورة: البدء فورًا
التشخيص المبكر يعني:
- نجاح أعلى
- تكلفة أقل
- توتر أقل
- نتائج أفضل
المعرفة أساس اتخاذ القرار الصحيح.

